خارج النص* *يوسف عبدالمنان*               *كيف تتركنا وتمشي!!*

Spread the love

*خارج النص*

*يوسف عبدالمنان*

 

*كيف تتركنا وتمشي!!*

ماكان للفريق ياسر العطا وهو يبوح لتلفزيون السودان عن تفاصيل المشهد السياسى والعسكري في البلاد والعطا أول قيادي يحترم ويقدر الرأي العام ويحترم الإعلام الوطني وهو يبوح بتفاصيل جعلت القنوات الفضائية العربية تهرع لنقل حديث العطا لتلفزيون الذي لم يقدر الرجل الأثر السالب لافادته حول رغبة القائد البرهان في التنحي وايلولة قيادة الجيش والسلطة لنائبه الفريق شمس الدين كباشي وقوله على لسان البرهان (وصلت الحد) مثل هذا الحديث رغم من جهة يكشف عن ذهد البرهان في السلطة ولكن من طرف خفي يشير إلى الرهق والتعب الذي نال قائد الجيش جراء معارك الميدان وإدارة الدولة مما يغري المليشات بمزيد من قتال جيش أرهق قائده وتعب فما بال الجنود والضباط في الميدان

أن البرهان لم يعد ملك نفسه يقرر في مصير ذهابه أو بقائه لوحده فالشعب الذي قدم إليه فلذات اكباده وحمله على أكتافه واحتمل أخطائه هو من يقرر مصير البرهان يبقى أو يذهب والتفويض العام غير المكتوب أو الماطر قانونا يمنحه ويلزمه بخوض الحرب حتى النصر مهما تطاول أمد الصراع ومن ثم قيادة الفترة الانتقالية التي تحدث عنها ياسر العطا بوضوح صراحة وهي فترة لاتقل عن ثلاثة أعوام يتعافى فيها الوطن من مرض الجنجويد ويقتص الضحايا من المجرمين القتلة ويستعيد الشعب ممتلكاته التي سطا عليها اللصوص ومن ثم تجري انتخابات حرة وديمقراطية من غير إقصاء ولا أبعاد لأحد من ينال ثقة الشعب يتسلم السلطة من البرهان حتى ولو كان فضل الله برمة أو علي الريح السنهوري باعتبارهم في ذلك الوقت سيبلغون التسعين من العمر

لااستقالة ولا تنحي بل مضى نحو التحرير والقضاء على التمرد

وقد أتيحت للبرهان فرصة تاريخية لتوحيد أغلب أهل السودان في جبهة عريضة ذات مشاعر مشتركة بسبب الحرب ولأول مرة في التاريخ السوداني تجمع جبهة واحدة الشايقية والجعليين والبجه والانقسنا والنوبه والداجو والفور والمساليت والزغاوة وحمر وبني جرار وبني حسن وحسين وكنانه والكواهلة والبزعة والكبابيش والشنخاب والاحامده والبدون من أبناء المدن وتتوحد مشاعر الناس وكلهم عشما واملا في القادة الثلاث البرهان والكباشي والعطا ومن خلفهم رجال صدقوا ماعاهدوا الشعب عليه الفريق مفضل والفريق محمد الغالي وهيئة قيادة الجيش للعبور بالسودان من وهدته الحالية والخروج به دولة مستقلة

والأزمات دوما تكشف معادن الرجال والبرهان قائد تاريخي لم يخون أو يلوز بالفرار يوم الكريهة

 

يوسف عبد المنان