السودان – صوت الشعب نيوز :
مقالات الرأى :
*خارج النص*
*جوبا مرة أخرى:*
*✒️ يوسف عبدالمنان*
■ قدر السودان أن كل قضاياه الكبيرة تُصنع في العواصم الصغيرة، وتنتهي باتفاقيات تسمى باسم المدن التي كانت شهادة على خيبة وطن، ما كنا نعاني فيه من ضيق معيشيةٍ لو ساد فيه أهل البصائر ..
■ واتفاقية السلام الأولى بين الحكومة المايوية وحركة أنانيا واحد، تم التوقيع عليها في أديس أبابا، واتفاقية السلام الشامل 2005 تم التوقيع عليها في نيروبي، واتفاق شريان الحياة وُقع في نيروبي أيضا، واتفاق الحكومة مع حزب الأمة وُقع في جيبوتي، واتفاق المعارضة على القضايا المصيرية وقع في اسمرا، واتفاق الحكومة وبعض اطراف التجمع الوطني الديمقراطي وقع في القاهرة، واتفاق قوي الكفاح المسلح والحكومة الانتقالية، وقع في جوبا.
■ وهاهي عاصمة الجنوب السوداني تشهد اتفاقاً مفاجئاً، وقعه الفريق شمس الدين كباشي والفريق عبدالعزيز آدم الحلو على فتح مسارات الإغاثة لتصل لإنسان جبال النوبة المحاصر في الجبال بأمر الدعم السريع، وبامر الحركة الشعبية التي استيقظ ضميرها اخيرا وقدمت تنازلات تشكر عليها من أجل إنقاذ انسان الجبال حتى لايموت جوعا بالحصار اللئيم الذي تفرضه مليشيات الجنجويد على جبال النوبة باحتلال الطريق القومي كادقلي الأبيض وفرض سياسية الأمر الواقع بخنق الدلنج عقابا لها بعد أن دافعت الدلنج عن شرفها، بإحتشاد أبناء الدلنج في الجيش والحركة الشعبية فهزموا مليشيات الجنجويد في معركة ستظل خالدة في صحائف التاريخ،
■ امس حملت الأخبار السعيدة نبأ اتفاق شمس الدين كباشي والحلو بعد يوم واحد من التفاوض والتفاهم، بعد استوعب الجنرالان واقع الأهل في الجبال، وأدركا تماماً أن الجوع يزحف للقضاء علي انسان الجبال الذي كُتب عليه الشقاء منذ اندلاع الحرب في العام الثالث والثمانين من القرن الماضي.
■ وجاء الاتفاق السياسي برعاية من دولة جنوب السودان أقرب الدول لنا، وتسهيلات من الفريق توت قلواك مهندس اتفاقيات السلام، وأكثر رجل مهموم بقضية السلام في السودان.
صحيح ان الاتفاق السياسي الذي تم التوصل إليه يعتبر إطار عام، يحتاج لاتفاق تفصيلي حول مسارات الإغاثة، وكيفية حماية قوافل الغذاء، وتأمين مطاري الأبيض وكادقلي، وتأمين الطريق البري، باعتبار النقل البري أقل كلفة من الطيران والدولة التي تراقب وقف إطلاق النار المنتظر إعلانه من قبل الطرفين لأغراض إنسانية وكيفية تمديده وماهي الجهة التي ترصد اي خروقات قد تحدث وكلا الطرفين تسندهما تجارب عملية وإرادة سياسية لتنفيذ الاتفاق وإغاثة انسان المنطقة.
■ شكراً الفريق اول شمس الدين كباشي، أوفيت بوعدك، ووضعت لبنة إنقاذ جبال النوبة من الجوع والمسغبة بتوفير الطعام والدواء والإحتياجات الأساسية.
وشكرا ( كمرت) عبدالعزيز آدم الحلو، على مواقفك اتجاه أهلك وعشيرتك، وانت تشعر بالمسؤولية الملقاة على عاتقك، في ظروف بالغة التعقيد، وترفض أن تبيع قضية جبال النوبة للجنجويد وعرب الشتات، وترفض ماتعرض له المواطنون في جبل الداير من استهداف عرقي.
■ وأخيراً فإن هذا الاتفاق لن ينقذ الإقليم المحاصر الا بتحرك فاعل من القوات المسلحة، وتحرير مناطق الرهد وأم روابة والدبيبات والحمادي، وطرد الجنجويد، وللحركة الشعبية مسؤلية اتجاه كل حدود ولاية جنوب كردفان، وليس الدلنج لوحدها.